@ 163@وقوله من احزن والديه فقد عقهما العقوق قصد الجفا للأبوين ، وفي الجفا لهما إدخال الألم عليهما والحزن ألم ، فمن احزنهما من غير قصد الجفاء فقد ألمهما ، والألم عقوق.
|وقوله صلى الله عليه وسلم : من ضرب يده عند المعصية فقد حبط عمله ثمرة العمل ثوابه ، وثواب المصيبة في الصبر عليها ، قال الله تعالى : {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر : 10] وضرب اليد عند المصيبة جزع ، ومن جزع عند المصيبة لم يستحق الاجر ، فالجزع مبطل ثواب المصيبة ، ومن فاته الثواب على عمله فقد حبط عمله.
|وقوله : لا يكون الصنيعة إلا عند ذي حسب ودين كما لا تطهر الرياضة إلا في التحبب من الدواب وما ليس بتحبب فلا تقع فيه ، فرياضة لا تفيد معنى ويتعب الرايض والغرض من الضيعة ثواب الأجل وشكر العاجل ، فمن قصد بصنيعته ثواب الأجل اصطنع إلى ذي الدين فصان به دينه فيعظم ثوابه ، ومن قصد شكر العاجل اصطنع أي ذي حسب فصان بن عرضه ، فحسن شكره ، ومن اصطنع إلى غير هذين فكأنه يقصد الغرض من الصنيعة إذ لم يصبن بها دنيا ولا عرضا ، ومن لم يصبن بالصنيعة دينه ولا عرضه فكأنما لم يصطنع.
|وقوله ينزل الرزق على قدر المؤنة أن الله تعالى جعل لكل ذي روح رزقا من غداه ، أو ملك ، أو جميعهما فمن حصل عنده ذوو الأرواح حصل له ارزاقهم.
|وقوله : ينزل الصبر على قدر المصيبة صفة الإنسان الجزع ، قال الله تعالى : {إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا} [المعارج : 19] فمن جوهره وصفته الجزع ، وأما الصبر فبالله يكون.
|قال الله تعالى : {واصبر وما صبرك إلا بالله} [النحل : 127] فمن عظمة مصيبته ينزل الصبر على قدرها ، وفيه تنبيه للصابر إن صبر على عظم مصيبته بالله تعالى ، لا به.
|وقوله من قدر رزقه الله تعالى ، ومن بذر حرمه الله تعالى قليل النفقة في المعصية تبذير وكثيرها في ضياعة تقدير ، فمن أطاع الله تعالى فوضع النفقة في حقها اتقاه ، ومن اتقاه رزقه من حيث لا يحتسب ، ومن لم يطع الله تعالى فأنفقه في غير حقه فقد |