@ 171@فكذلك إذا انعم الله تعالى عليك بواسطة عبد من عباده في نفع لك ، أو دفع عنك ، أوجب عليك بشكره ، والمنعم في الحقيقة هو الله تعالى ، قال الله تعالى : {وما بكم من نعمة فمن الله} [النحل : 53] فوجب عليه الشكر لله تعالى فيما انعم به عليك ، ووجب عليك شكر من جعله سببا لنعمة النفع ، والدفع كالشكر لله تعالى أوله رؤية النعمة بالقلب من الله تعالى.
|قال محمد بن علي الترمذي رحمه الله : الشكر انكشاف الغطاء عن القلب لشهود النعمة ، والكثير انكشاف الشفتين عن الأسنان لوجود الفرج ، فالشكر رؤية القلب النعمة من الله تعالى ، والثناء عليه باللسان ، والطاعة له بالأركان ، ثم الاعتراف برؤية التقصير عن بلوغ شكره ، لأن الشكر نعمة منه يجب الشكر عليها ، وحقيقة ذلك الحيرة منك وشهود حاصل الشكر عليك.
|قال بعض الكبار : % ( سأشكر إلى مجازيك منعما بشكري % ولكن كي يقال له : شكر ) % % ( وأذكر اياما لدي اضعتها % واعز ما يبقى على الشاكر الذكر ) % وقال بعض الكبار في مناجاته : اللهم انك تعلم عجزي عن شكرك فاشكر نفسك عني.
|فغاية الشكر رؤية العجز عن القيام بالشكر بعد بذل المجهود في أسباب الشهود ، والقيام بالوفاء ، والاستهتار بالثناء ، وشكر من جرت النعمة على يديه المكافأة له ، والثناء عليه.
|ومعنى الثناء نشر الجميل عنه ، وحسن الدعاء له فمن قدر كافئ ، ومن عجز دعا ، والمكافأة مع القدرة والدعاء عند العجز ايسر الشكرين شكر الله تعالى ، وشكر العباد ، ومن ضيع شكر العباد الذي هو ايسر الشكرين كان بشكر الله تعالى الذي هو اعظمهما قدرا ، واعسرهما مراما اضيع ، فكأنه قال : لا يكون قائما بشكر الله مع عظم شأنه من لم يقم بشكر الناس مع حقه مجمله.
|ويجوز أن يكون معناه على التنبيه على رؤية العجز عن القيام بشكر الله سبحانه وتعالى فيما انعم لمعان : |