@ 176@الظالمين} [الزخرف : 76] وقال : {ذلك جزيناهم ببغيهم} [الأنعام : 146] واشباهه كثير ، وقال في أوليائه {ثم صرفكم عنهم ليبتليكم} [آل عمران : 152] الآية وقال تعالى : {وأوذوا في سبيلي} [آل عمران : 195] ، {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} [آل عمران : 169] وقال : {إن الذين جاؤا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم} [النور : 11] {وما اصابكم يوم التقى الجمعان] [آل عمران : 155] فهو جل جلاله وعز يبلى هذه الاغرار في فعله ، وقد بعث الأنبياء مبشرين ومنذرين {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} [النساء : 165] ولئلا يقولوا يوم القيامة : {إنا كنا عن هذا غافلين} [الأعراف : 172] ، {أو تقولوا لو انزل علينا الكتاب لكنا اهدى منهم} [الأنعام : 157].
|وامثالها كثيرة فأبلى هذه الاغرار إلى خلقه واحب إبلاء العذر في فعله مع غناه عن ذلك ، إذ لا يلزمه تعالى في فعله لوم ، ولا يحلقه تغير ، ولا من غيره عليه نكير ، ولا حد له فيجاوزه ، وهو يفعل ما يفعل في ملكه ، وهو حكيم عالم قادر ، يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون وهو تعالى يحب العذر فضلا منه ، وكرما وإجلالا لعذر أوليائه وبرا بهم ، ولطفا بهم اكثر من محبة الاجلة والاشراب الذين هم أشخاص معلولون ، وعباد مربوبون ، وهو الجليل العظيم الرب الكريم.
|ويجوز أن يكون معناه انه يحب العذر من عباده إليه ، وهو أن يعتذروا إليه من خبائاتهم وتقصيرهم فيغفرها لهم ، وبعث المرسلين ليحثوا على ذلك عباده وليبلوا أعذار عباده ويشفعوا لهم كما قال : {الذين يحملون العرش ومن حوله} إلى قوله تعالى : {فاغفر للذين تابوا} [غافر : 7] الآية.
|وقوله ولا شخص احب إليه المدح من الله الاشخاص ، وهم المترفعون المتزايدون يحبون أن يمدحوا ويثنى عليهم في اوصافهم في أنفسهم وأفعالهم بمكان غيرهم وأوصافهم ، فهل غيرهم بهم وافعالهم بقوة يحدثها فيهم من له العذرة والقوة ويستحق عليهم الثواب منهم في المدح لهم والثناء عليهم وربما لم يثنو لروية فضل بدونه فيهم وهم بحبهم عنه عواري ، والله تعالى للمدح احب وللثناء عليه اشكر إذ هو المستحق للمدح وهو الله تعالى رفيع الأوصاف جميل الأفعال وهو المنعم المضل ، ذو الجلال |