@ 179@أوقات الزمان في اليوم والليلة ، ويفتح فيها أبواب السماء ، وتنزل الرحمة ، ويستجاب فيها الدعاء ، وفي وقت السحور كذلك ، قال الله تعالى : {والمستغفرين بالأسحار} [آل عمران : 17] ، وقال : {وبالأسحار هم يستغفرون} [الذاريات : 18].
|وقال صلى الله عليه وسلم إذا كان الثلث الأخير من الليل يقول الله سبحانه : هل من داع فأستجب له ، هل من مستغفر فاغفر له ، هل من سائل فأعطيه.
|وسئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الليل اسمع ؟ قال : الثلث الأخير من الليل وقد قال صلى الله عليه وسلم : من الفطرة تأخير السحور أراد إن شاء الله أن يقع في الثلث الأخير من الليل ليكون فيه دعوة واستغفار فيجاب ، وسؤال حاجة فتقضى ، فوقت السحور زيادة على الأوقات المرغوب فيها التي هي أوقات الصلوات الخمس ، إذا فالسحور زيادة في القوة ، وزيادة في إباحة الأكل والشرب ، وزيادة في الرخص التي يحب الله إتيانها ، وزيادة في الحيوة ، وزيادة في الرفق فيها ، وزيادة في اكتساب الطاعة ، وزيادة على الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء . وقد ورد في الحديث إن الرخصة بركة ، وهو انه لما نزلت آية التيمم وكان السبب فيه أن عائشة رضي الله عنها فقدت قلادة لها في بعض الغزوات ، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على طلبها والناس على غير ماء ، فنزلت آية التيمم ، فقيل لعائشة رضي الله عنها : ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر ، فجعل الرخصة في هذا الحديث بركة يجوز أن يكون فيه بركة لأنه لا حساب فيه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : أربع نفقات لا حساب للعبد فيهن ، نفقة على عياله ، وعلى والده ، وعلى إفطاره ، وعلى سحوره.