كتاب معاني الأخبار للكلاباذي

@ 188@وقال صلى الله عليه وسلم : والله لا تؤمنون حتى تحابوا فالشح من جميع وجوهه يخالف الإيمان وحقيقته ، فلذلك قال صلى الله عليه وسلم : لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا والمعنى في الإيمان حقيقة الإيمان الذي هو حقه وموجبه كما أخبر حارثة عن نفسه من حقيقة الايمان ، وتمكن التصديق من قلبه بما أخبر الله تعالى عنه حتى صار كأنه يشاهده شهود عيان ، فمن تحقق في إيمانه ، وصدق الله تعالى عنه حتى صار كأنه يشاهده شهود عيان ، فمن تحقق في إيمانه ، وصدق بإيقانه سهل عليه ترك الدنيا والعزوف عنها ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل : {أفمن شرح الله صدره للإيمان فهو على نور من ربه} [الزمر : 22] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا دخل النور في القلب انشرح ، وانفتح قيل : فما علامة ذلك ؟ قال : التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزوله ، فأخبر أن من نور الإيمان قلبه ، وشرح الله للإسلام صدره سهل عليه الإعراض عن الدنيا ، فمن عكف عليها ، وبخل بها ، وسكن اليها ، وشح عليها لم يخامر حقيقة الإيمان قلبه شهودا ، وإن اقر بلسانه ، ولم يتطوع على تكذيبه عقدا فهو مؤمن ضعيف الايمان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذاك اضعف الإيمان فوصف الإيمان بالضعف ولم ينفه كذلك إن شاء الله.
|وقوله صلى الله عليه وسلم : لا يجتمع الشح والإيمان أي لا يجتمع الشح وقوة الإيمان في قلب عبد أبدا.

الصفحة 188