@ 198@ويجوز أن يكون معنى الضحك الحسن والبهاء والنضرة ، كما يقال : ضحكت الشمس إذا شرق ضوءها ، وضحك النهار إذا اضاء ، وضحكت الأرض إذا اهتزت بالنور والنبات.
|قال الأعشى : % ( يضاحك الشمس منها كوكب شر % ق مورز بعميم النبت مكتهل ) % فيكون المعنى فيه حسن الثواب من الله تعالى ونصرته كأنه يضحك إلى العبد ، وحسن عمل العبد ، وإخلاصه وطهارته عما يدنسه كأنه يضحك إلى الله تعالى ، ثم الله تعالى أعلم بما أراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنا بما قاله صلى الله عليه وسلم على ما اراده ، والله عز وجل يتعالى عن شبه المخلوقين ، وأوصاف المحدثين علوا كبيرا.
|وقد يكون الضحك بين المحبين إذا طال العهد بينهما وتقادم ، وأضمر المحب محبوبه ، وكتم محبته له وشوقه إليه وصبابته له ، ولم يبث حزنه ، ولا أفشى سره إلى غيره ، ومحبوبه يعلم ذلك منه ، ويجل لذلك قدره عنده ويعظم موقعه منه وكأنه يحدث إلى حبيبه ما يزيده شوقا إليه وصبابة به ، ومحبة له ، فإذا التقيا نظر المحبوب إليه ، وقد عرف له ما كان يضمره له ، ويحن ضلوعه عليه فيضحك إليه قبولا له ، وتعظيما لقدره ، ولا يزيده على ذلك ، ويضحك المحب سرورا برؤية محبوبه فيفشي بذلك سره الذي كان بينهما ، ويظهر الشوق الذي كان محن عليه ضلوعه وقد بدا له سرور محبوبه به كسروره به ، وقبوله له ورضاه عنه ، فلا يزيد على الضحك إلى محبوبه إجلالا له ، وهيبة منه ، وتعظيما له.
|فيكون معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم ألق طلحة يضحك إليك ، أي : يظهر لك ما كان يجنه من المحبة لك والشوق إليك ، وتضحك إليه تعلمه قبولك له ورضاك به ، وعظم موقع ما قاسى فيك ، وكتمه من الشوق إليك والمحبة لك في خفاء ، وستر عن الاغيار غيرة على الحال ، كما قال الله تعالى : {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} [السجدة : 17].
|ويجوز أن يكون هذا مما أخفى لهم عن الاغيار الناظرة ، والأشخاص الشاهدة .