@ 287@فيه معنيان : أحدهما : أن من تبرأ من حوله وقوته فقد آتخذ كنزا في الجنة كما قال في حديث آخر : اكثروا من غراس الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله ، يعني قولوا ذلك على تحقيق من قلوبكم ، وصدق من نفوسكم ، أي تبرءوا من حولكم وقوتكم فيكون لكم في الجنة كنوز ، وعلي رضي الله عنه ممن تبرأ من حوله وقوته فله في الجنة كنز.
|ومعنى آخر : أن التبري من الحول والقوة والاستظهار بالله تعالى على الأشياء من كنز في الجنة ، أي لا يكون بهذه الصفة إلا من كان له في الجنة كنز ، وعلي رضي الله عنه بهذه الصفة فله في الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم : أوتيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش وقوله صلى الله عليه وسلم : لا تراعي النظرة النظرة ، فإنما الأولى لك وليست لك الثانية هذا إن شاء الله فيمن لا يتعمد النظر إلى ما نهي عنه لأن من كانت النظرة الأولى على قصد وتعمد إلى ما نهي عنه ، فليست هي له بل هي عليه ، فإن كانت هي الاولى ، فأما التي هي له وليست عليه هي التي نهى عنه من قصد منه فذلك معفو عنه لأنه خطأ . وقد قال الله تعالى : {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [البقرة : 286] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : رفع الخطأ والنسيان عن أمتي فالنظرة الأولى فهي نظرة خطأ معفو عنه متروك له لا يؤاخذ بها ، ولا يكتب عليه سيئة ، فإذا اتبعها أخرى كانت الثانية نظرة تعمد وقصد ، ومن تعمد الخطيئة ، وقصد من تعمد الخطيئة ، وقصد ارتكاب ما نهى عنه كتبت عليه سيئة لا يمحوها إلا بشرائطها من توبة ، أو كفارة ، أو تأديب ، ولله فيها المشيئة في العقوبة عليها والتجاوز وهو جل وعز غفور رحيم عفو حليم ، والله أعلم.