@ 293@حدثناه عبد العزيز المرزباني ، قال : حَدَّثَنا محمد بن إبراهيم البكري ، قال : حَدَّثَنا أبو ثابت ، قال : حَدَّثَنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن ابن عوف ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لن يدخل أحدكم عمله الجنة.
|ففيه إنابة أن الله تعالى يدخل الجنة من يشاء رحمة منه وفضلا لا بعمل صالح ، ويدخل النار عدلا منه لأمته ، لا بعمل سيء إلا بما حكم ، واخبر وهو الصادق في خبره فقال جل جلاله : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء : 48].
|وقال جل جلاله : {إن الله حرمها على الكافرين} [الأعراف : 50] فهو لا يدخل الجنة كافرا ، ولا يغفر لمشرك وهو لما دون ذلك غافر لمن يشاء مدخل الجنة من أراد فضلا منه ورحمة.
|وفيه معنى آخر ، وهو أن الله تعالى يدخل الجنة الفاجر في دينه ، المستخف بدنياه الباذل لها من غير تمييز ، المنفق منها في كل وجه الذي لا يحزنه فواتها كبير حزن ، ولا يفرحه نيلها كبير فرح ، الذي لا تقع الدنيا من قلبه كبير موقع فهو فيها لا يبالي بما قلت عنده أو كثرت.
|يدل عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر : رب فاجر في دينه أخرق في معيشته يدخل بسماحته الجنة.
|أخبر أن الاستهانة بالدنيا ، والاستخفاف بها يبلغ من العبد ما لا يبلغه كبير من الأعمال ، وانه يتجاوز معها من الذنوب مع إيثارها والحب لها ، لأن المستخف بها قد وافق الله جل وعز في استهانة ما هان عند الله تعالى وصغر.
|قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو وزنت الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء.