@ 301@ونهى عن الوصال فقيل له : انك لتواصل فقال : إني لست كأحدكم إني اظل عند ربي يطعمني ربي ويسقيني وقال صلى الله عليه وسلم : لست أنسى ولكني انسى ليستن بي.
|فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأوصاف عن سره ، وانه بخلاف ظاهره ، فإن الآفة التي تجلي ظاهره من ضعف عند الركوع ، وورم عند القيام وسهو في صلاة ، ونوم عن صلاة لا يجلى شيء منها باطنه وسره ، فقال : لا تنام عيناي ولا ينام قلبي ، لأن النوم آفة ولو حلت الآفة قلبه لجاز أن تحله سائر الآفات من نسيان وحي ، وتوهم فيه وغفلة عنه وسأمه منه ، وفزع يمنعه عن واجب فعصم الله مع موضع الخاطر من الناس على لحوق هذه الآفات سره بقوله صلى الله عليه وسلم : تنام عيناي ولا ينام قلبي.
|ونام صلى الله عليه وسلم عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس ، وذلك أن الله تعالى أراد أن يعلم الناس ماذا عليهم إذا ناموا عن الصلاة ، فأمسك عينيه وأنامها ليصير بذلك سنة فيمن فاتته الصلاة عن وقتها ، وأن النوم ليس بتفريط ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة.
|ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لا انام ، ولكن قال : تنام عيناي ولا ينام قلبي ، وإنما فاتته الصلاة لنوم عينيه ، ألا ترى انه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام غط ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ إذا انتبه من منامه ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينام ظاهره ، ولم يكن ينام قلبه عن مقامه ، لأنه كان عند من لا تأخذه سنة ولا نوم ، وفي حديث : لا نوم هناك ، ألا تري يقول : إني أبيت عند ربي قال : أظل عند ربي دائما أراد لقلبه ، |