كتاب معاني الأخبار للكلاباذي

@ 352@عن حذيفة رضي الله عنه قال : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذرب لساني ، فقال : فأين أنت من الاستغفار فإني استغفر الله في كل يوم مائة مرة.
|فقد قال : سبعين مرة ، وقال : اكثر من سبعين مرة ، وقال : مائة مرة ، فيدل انه لم يرد بالسبعين الحد والغاية الذي ينتهي إليها ، ولكنه قال : استغفر الله في اليوم كثيرا.
|وفي حديث آخر : فإن كان لله عاصيا هوى في النار سبعين خريفا ، وقال فيه سلمان لعمر رضي الله عنهما واستعظم ذلك عمر فقال : أي والله يا عمر بن الخطاب ، ومع السبعين سبعين خريفا.
|والأخبار في ذكر السبعين كثيرة ، واكثرها عبارة عن الكثرة ، لا إخبار عن نهاية ، ووجه تخصيص السبعين من بين سائر الاعداد عند العبارة عن الكثرة إن شاء الله أن العدد قليل وكثير ، فالقليل ما دون الثلاثة ، والكثرة الثلاثة فما فوقها ، وادنى الكثير الثلاثة ، وليس لاقصاه غاية ، ثم العدد أيضا نوعان : شفع ووتر ، والشفع أول النوعين ، قال الله عز وجل : {والشفع والوتر} [الفجر : 3] وأول الإشفاع اثنان ، وأول الأوتار الثلاثة ، والواحد ليس بعدد ، الا ترى انك إذا ضربت واحد في واحد لم يخرج هناك عدد ، قال محمد بن موسى في كتاب الجبر والمقابلة : الواحد ليس بعدد وإنما العدد جماعة مركبة ، ويجوز أن يكون العدد مأخوذا من العود ، كأن العدد إعادة الحساب مرات ، فيعاد الواحد مرات فيصير عددا ، فالشفع إعادة الواحد مرتين ، والوتر إعادته ثلاث مرات ، هذا أول الأشفاع ، وأول الأوتار ، والواحد وتر ، وليس والوتر إعادته ثلاث مرات ، هذا أول الأشفاع ، وأول الأوتار ، والواحد وتر ، وليس من جهة العدد ، ولكن من جهة انه غير زوج ، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى وتر يجب الوتر لأن الله تعالى ليس بوتر من جهة العدد ، |

الصفحة 352