كتاب معاني الأخبار للكلاباذي

@ 353@لكن من جهة أنه فرد لا يزدوج شيء ، كما انه واحد ليس من جهة العدد ، ولكن جهة انه ليس كمثله شيء ، والسبعة أول جمع الكثير من النوعين ، لأن فيها أوتار ثلاثة ، وأشفاع ثلاثة ، فأول اشفاعها الأثنان ، ثم الأربعة ، ثم الستة ، وأول أوتارها الثلاثة ، ثم الخمسة ، ثم السبعة لأن الواحد ليس بوتر من جهة العدد ، كما قلنا فالسبعة جمع كثرة العدد ، وكثرة النوعين الذين هما نوعا العدد ، ثم العشرة كمال الحساب لأن الآحاد منفرد كل عدد منها بنفسه إلى العشرة ، كقولهم اثنان ، وثلاثة ، واربعة إلى العشرة ، فإذا جاوز العشرة فهي إضافة الآحاد إلى العشرة ، كقولهم : أثنى عشر ، مرات عشر إلى عشرين ، والعشرون تكرير العشرة ، مرتين ، وثلاثون تكريرها ثلاث مرات إلى مائة ، والقول في المائة والعشرات كالقول في الآحاد والعشرة ، كذلك الألف وليس وراءه اسم للحساب ، بل هو إعادة الألف مرات وتكريره.
|فالسبعون يجمع من الكثرة ، والنوع والكثرة وكمال الحساب ، والكثرة منه ، والنوعين من الكمال ، والكثرة منهما لأنه عشر مرات سبعة فهو في كمال الحساب الذي هو العشرة كالسبعة في الآحاد ، والسبعون أدنى الكثير من العدد من كل وجه ، والأقصى لا الغاية له ، فعبر عن الكثير الذي يجاوز العدد بالسبعين لهذه العلة إن شاء الله.
|وإذا بولغ في الكثرة قالوا سبعمائة ، قال الله تعالى : {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله} إلى قوله : {سبع سنابل في كل سنبلة مائة} ثم قال : {والله يضاعف لمن يشاء} [البقرة : 261] فأخرجه عن الغاية والنهاية ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : للحاج الماشي بكل خطوة كذا وكذا حسنة من حسنات الحرم قيل ما حسنات الحرم ، قال : كل حسنة سبعمائة كأنه أراد المبالغة في الكثرة ، فعبر عن ذلك بالسبعمائة ، والله أعلم.
|وما سوى ذلك من الاعداد التي جاءت في القرآن والحديث فإنها محدودة متناهية ، وذلك العدد محصور على ما ذكر مثل قوله : {سبع ليال وثمانية أيام} [الحاقة : 7] وقوله تعالى : {تلك عشرة كاملة} [البقرة : 196] وقوله تعالى : {فتم ميقات ربه |

الصفحة 353