كتاب معاني الأخبار للكلاباذي

@ 37@قال الشيخ رحمه الله : هذه إن شاء الله عبارة عن كثرة الأكل وقلته ، وذلك أن الكافر يأكل للشهوة ، والمؤمن يأكل للضرورة ، ألا ترى إلى ما روي عن بعض الصحابة أو التابعين أنه قال : وددت أن الله تعالى جعل رزقي في حصاة ألوكها حتى أموت ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من وعاء إذا ملىء شر من البطن ، فإن كان لا بد فثلث للطعام ، وثلث للشراب ، وثلث للنفس . وهذا نهاية ما صح من أكل وهو ثلث البطن لأنه قال : فإن كان لا بد فإنه بقوله لا تملأن بطونكم فإن كنتم لا بد مالئيه فاملأوا ثلثه بالطعام ولا تزيدوا عليه ، جعل النهاية ثلث البطن فيجب أن لا يزاد عليه ، وإذا كان النهاية ثلث البطن جاز أن يكون الاختيار نصف ذلك وهو السدس ، ثم ينقص المؤمن من هذا الحد شيئا فيصير سبع البطن فكأنه يأكل سبع ما يأكل الممتلئ جوفه الذي يصير بطنه شر وعاء ملئ ، والكافر يملأه فيكون بطنه شر وعاء كما أنه شر الخلق ، وأحرى أن شهوات الطعام تنقسم على سبعة أقسام منها : شهوة الطبع ، وشهوة النفس ، وشهوة العين ، وشهوة الفم ، وشهوة الأذن ، وشهوة الأنف ، والضرورة سابعها.

الصفحة 37