كتاب معاني الأخبار للكلاباذي
@ 41@قال الشيخ رحمه الله : إنما سموا أبدالا لأنهم بدل من النبي صلى الله عليه وسلم والصديقين والشهداء الذين هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم من المهاجرين السابقين الأولين والأنصار في أن يصرف الله بهم العذاب عن أهل الأرض بعصيانهم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أمانا في أمته قال الله تعالى : {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} [الأنفال : 33] ، ثم أصحابه من بعده ، وأهل بيته ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أهل بيتي أمان لأمتي ، وقال عليه السلام : أصحابي أمنة لأمتي ، إذا ذهب أصحابى أتى كذلك أمتى ما يوعدون ، فلما قبض الله هؤلاء إلى رحمته جعل منهم في كل عصر وحين بدلا منهم على حسب ما ينبغي بأهل ذلك العصر فيدفع بهم عنهم العذاب . قوله : لم يدخلوا الجنة بالأعمال يعني بالحركات الظاهرة فإنهم عسى أتوا بأكثر صلاة وصياما وجهادا ونفقة من غيرهم من صالحي المؤمنين ، ولكن دخلوها بهذه الصفات التي تفردوا بها عن غيرهم ، فقد يجور أن يكون في عصرهم من هو أكثر عملا منهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أبي بكر رضي الله عنه إنه لم يفضلكم بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وقر في صدره.
|وقوله سخاوة الأنفس أي بسخاوتها بفوات ما دون الله وسلامة الصدور من السكون إلى غير الله قال الله تعالى : {إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء : 89] قيل : سليم عما دون الله.
|وقوله ورحمة للمسلمين بالشفقة على خلق الله في تحمل أثقالهم وتخفيف مؤنهم عنهم.
الصفحة 41
392