كتاب معاني الأخبار للكلاباذي
@ 70@وفرحة عند لقاء ربه وهو النظر إليه جل جلاله لأنه قال له : أنا أجزي به أي أنا أجزيك النظر إلي لا أن يكون ذلك جزاء لعملك ، ولكني أجزيك فضلا ومنة والله أعلم.
|وقوله : وخلوف فمه أطيب عند الله تعالى من ريح المسك أي من ريح المسك عند الخلق ، أي كما أنهم يحبون ريح المسك ويؤثرونه ويرضون به ، ويختارونه كذلك الله عز وجل يحب خلوف فم الصائم ويؤثره ويرضى به ويختاره.
|وقوله : الصوم جنة يجوز أن يكون جنة في الدنيا من المعاصي والسفه على الناس ، والغيبة لهم ، ومجازاة من أساء إليهم قولا وفعلا ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن جهل على أحدكم جاهل وهو صائم فليقل إني صائم اليوم ، معناه والله أعلم : أن لا يجاز به على جهله ، وليقل لنفسه إن طالبته مجازاته . إني صائم ، ولا ينبغي للصائم أن يجهل ويسفه ، ويمنعه عن الغيبة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه ، أخبر أن الصيام ترك ما ينهى الله تعالى عنه من قول وعمل ، |
الصفحة 70
392