كتاب الأموال لابن زنجويه (اسم الجزء: 2)

أَنَا حُمَيْدٌ

983 - ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: " §قَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ حِرْفَتِي لَمْ تَكُنْ تَعْجَزُ عَنْ مُؤْنَةِ أَهْلِي، وَقَدْ شُغِلْتُ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، فَسَيَأْكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ، وَسَأَحْتَرِفُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي مَالِهِمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، أَكَلَ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنَ الْمَالِ وَاحْتَرَفَ هُوَ فِي مَالِ نَفْسِهِ "
984 - أنَا حُمَيْدٌ , ثنا أَبُو النَّضْرِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ لِعَائِشَةَ وَهِيَ تُمْرِضُهُ: «أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أُوَفِّرَ فَيْءَ الْمُسْلِمِينَ، عَلَى أَنِّي قَدْ أَصَبْتُ مِنَ اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ، فَانْظُرِي §إِذَا أَنْتُمْ رَجَعْتُمْ مِنِّي، فَانْظُرِي مَا كَانَ عِنْدَنَا فَابْلِغِيهِ عُمَرَ» َقَالَتْ: وَمَا كَانَ عِنْدَهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، مَا كَانَ إِلَّا خَادِمًا وَلَقْحَةٍ وَمَحْلَبًا، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعُوا مِنْ جِنَازَتِهِ، أَمَرَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِهِ إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ
أَنَا حُمَيْدٌ

985 - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا - أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِعَائِشَةَ: «إِنِّي لَا أَعْلَمُ عِنْدَ آلِ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا مِنَ الْمَالِ، إِلَّا هَذِهِ اللْقُحَّةَ، وَهَذَا الْغُلَامَ السَّيْقَلَ، كَانَ يَعْمَلُ سُيُوفَ الْمُسْلِمِينَ وَيَخْدُمُنَا، فَإِذَا مُتُّ فَادْفَعِيهِ إِلَى عُمَرَ» فَلَمَّا دَفَعْتُهُ إِلَى عُمَرَ قَالَ: §رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ
أَنَا حُمَيْدٌ

986 - ثنا مُحَاضِرٌ، أنا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «§انْظُرُوا مَا زَادَ فِي مَالِي مُنْذُ دَخَلْتُ فِي هَذِهِ الْإِمَارَةِ، فَرُدُّوهُ إِلَى الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِي، فَإِنْ كُنْتُ أَسْتَحِلُّهُ جَهْدِي إِلَّا الْوَدَكَ، فَإِنِّي كُنْتُ أُصِيبُ مِنْهُ نَحْوًا مِمَّا كُنْتُ أُصِيبُ مِنَ التِّجَارَةِ» قَالَتْ: فَنَظَرْنَا فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ إِلَّا نَاضِحًا وَغُلَامًا نُوبِيًّا كَانَ يَحْمِلُ صَبِيًّا لَهُ، قَالَتْ: فَأَرْسَلْنَا بِهِ إِلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ بَكَى ثُمَّ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ تَعَبًا شَدِيدًا
أَنَا حُمَيْدٌ

987 - ثنا النَّضْرُ، أنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «مَا زَالَ بِي بَنِي ابْنِ الْخَطَّابِ، لَا أَدْرِي أَفِيهِ وَأَصْحَابِهِ أَمْ لَا، حَتَّى §اسْتَنْفَقْتُ مِنْ مَالِ اللَّهِ، وَمَا كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَنْفِقَ مِنْ مَالِ اللَّهِ شَيْئًا فَإِنَّ أَرْضِي الَّتِي بِكَذَا كَذَا فِيهَا» فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ وَقَامَ عُمَرُ دَفَعَ إِلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهَ أَبَا بَكْرٍ، مَا أَحَبَّ أَنْ يَتْرُكَ بَعْدَهُ لِأَحَدٍ مَقَالًا
أَنَا حُمَيْدٌ

988 - ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، أنا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: لِعَائِشَةَ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا - عِنْدَ مَوْتِهِ -[600]-: «أَمَا إِنَّا مُنْذُ §وُلِّينَا الْمُسْلِمِينَ لَمْ نَأْكُلْ لَهُمْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَكِنَّا أَكَلْنَا مِنْ جَرِيشِ طَعَامِهِمْ، وَلَبِسْنَا مِنْ خَشِنِ ثِيَابِهِمْ عَلَى ظُهُورِنَا، فَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، إِلَّا هَذَا الْعَبْدَ الْحَبَشِيَّ، وَهَذَا الْبَعِيرُ النَّاضِحُ وَحَدَّدَ أَوْ جَدَّدَ وَهَذِهِ الْقَطِيفَةَ، فَإِذَا مُتُّ فَابْعَثِي بِهِنَّ إِلَى عُمَرَ، وَأَبْرِئِي مِنْهُنَّ» فَفَعَلْتُ فَلَمَّا جَاءَ الرَّسُولُ إِلَى عُمَرَ بَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ، يَا غُلَامُ ارْفَعْهُنَّ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهَ، أَتَسْلِبُ عِيَالَ أَبِي بَكْرٍ عَبْدًا حَبَشِيًّا وَبَعِيرًا نَاضِحًا وَجَرْدًا أَوْ جَدْلَ قَطِيفَةٍ ثَمَنَ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ؟ قَالَ فَمَا تَأْمُرُ؟ فَقَالَ: تَرُدُّهُنَّ عَلَى عِيَالِهِ، قَالَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، أَوْ كَمَا حَلَفَ، لَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي وِلَايَتِي أَبَدًا، يَخْرُجُ أَبُو بَكْرٍ مِنْهُنَّ عِنْدَ الْمَوْتِ وَأَرُدُّهُنَّ أَنَا عَلَى عِيَالِهِ؟ الْمَوْتُ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ

الصفحة 597