كتاب الأموال لابن زنجويه (اسم الجزء: 2)

أَنَا حُمَيْدٌ

990 - قَالَ: أَبُو عُبَيْدٍ: أنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَسْتسَلِفُهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: §أتسْتَسْلَفَنِي وَعِنْدَكَ بَيْتُ الْمَالِ؟ أَلَّا تَأْخُذُ مِنْهُ ثُمَّ تَرُدُّهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِ عَوْفٍ: أَنْ يُصِيبَنِيَ قَدَرِي، فَتَقُولُ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ: اتْرُكُوا هَذَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى يُؤْخَذَ مِنْ مِيزَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَكِنِّي أَسْتَسْلِفُهَا مِنْكَ لِمَا أَعْلَمُ مِنْ شُحِّكَ، فَإِذَا مُتُّ جِئْتَ فَاسْتَوْفَيْتُهَا مِنْ مِيرَاثِي "
991 - أَنَا حُمَيْدٌ أنا الْأَسْوَدُ، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَالِكِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَكَانَتْ لِعُمَرَ نَاقَةٌ يَحْلُبُهَا، فَانْطَلَقَ غُلَامُهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَسَقَاهُ لَبَنًا , فَأَنْكَرَهُ، فَقَالَ لَهُ: «وَيْحَكَ مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟» فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ‍‍ إِنَّ النَّاقَةَ أَنْفَلَتَ وَلَدُهَا عَلَيْهَا فَشَرِبَهَا فَحَلَبْتُ لَكَ نَاقَةً مِنْ مَالِ اللَّهِ , فَقَالَ: «وَيْحَكَ، أَسْقَيْتَنِي نَارًا، أُدْعُ لِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ» فَدَعَاهُ , فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا §عَمَدَ إِلَى نَاقَةٍ مِنْ مَالِ اللَّهِ فَسَقَانِي مِنْ لَبَنِهَا، فَتُحِلُّهُ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هُوَ لَكَ، وَلَحْمُهَا وَلَبَنُهَا حَلَالٌ، وَيُوشِكُ أَنْ لَا يُرَى لَنَا فِي هَذَا الْمَالِ حَقٌّ "
992 - ثَنَا حُمَيْدٌ ثنا أَبُو مُسْهِرٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَرْوِيهِ عَنْ عَائِذِ اللَّهِ أَبِي إِدْرِيسَ، أنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِحُذَيْفَةَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَمَا يَحِقُّ لِي عَلَيْكَ مِنَ الْوَلَايَةِ , §أَنَا مِمَّنْ أَسَرَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ؟ قَالَ: لَا، فَرَفَعَ عُمَرُ يَدَيْهِ ثُمَّ كَبَّرَ , ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ وَمَا يَحِقُّ لِي عَلَيْكَ مِنَ الْوَلَايَةِ كَيْفَ مَا رَأَيْتَ مِنِّي؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ جَمَعْتَ فَيْءَ اللَّهِ وَقَسَمْتَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ -[603]- فَأَنْتَ أَنْتَ، وَإِلَّا فَلَا، فَقَالَ عُمَرُ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَا آكُلُ إِلَّا وَجْبَتِي , وَلَا أَلْبَسُ إِلَّا حُلَّتِي , وَلَا آخُذُ حِصَّتِي»

الصفحة 601