كتاب العدة في أصول الفقه (اسم الجزء: 3)

وكذلك نقل أبو الحارث عنه في الحديثين المختلفين، وهما جميعاً بإسناد صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ينظر إلى ما عمل به الأئمة الأربعة، فيعمل به.
وكذلك نقل الفضل بن زياد في الحديثين بإسناد صحيح: ينظر إلى ما عمل أو ما قال الخلفاء بعده [١٥٨/ب] ، يعني: أبا بكر وعمر.
فإن اقترن بأحدهما عمل أهل المدينة، لم يقدم به، خلافاً لأصحاب الشافعي في قولهم: يقدم به، وذكروا ذلك في حديث الترجيع (١) في الأذان (٢) ، وأنه يقدم على غيره؛ لأنه عمل به أهل المدينة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
---------------
(١) الترجيع في الأذان: إعادة الشهادتين بصوت عال بعد ذكرهما بصوت منخفض.
(٢) حديث الترجيع في الأذان رواه أبو محذورة - رضي الله عنه - مرفوعاً.
أخرجه عنه الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الترجيع في الأذان (١/٣٦٦) ، وقال: "حديث صحيح".
وأخرجه عنه النسائي في كتاب الأذان، باب كم الأذان من كلمة، وباب كيف الأذان؟ (٢/٥-٦) .
وأخرجه عنه أبو داود في كتاب الصلاة، باب كيف الأذان؟ (١/١١٧) .
وأخرجه عنه ابن ماجه في كتاب الأذان، باب الترجيح في الأذان (١/٢٣٤) .
وأخرجه عنه الدارمي في كتاب الصلاة، باب الترجيع في الأذان (١/١١٦) .
وأخرجه عنه الإمام أحمد في "مسنده" (٣/٤٠٩) .
وأخرجه عنه الدارقطني في كتاب الصلاة، باب ذكار أذان أبي محذورة (١/٢٣٣-٢٣٥) ، وذكر اختلاف الروايات في ذلك.
وأخرجه عنه الإمام الشافعي في كتاب الصلاة، باب حديث أبي محذورة في صفة الأذان (١/٥٧) .
وأخرجه عنه البيهقي في كتاب الصلاة، باب الترجيع في الأذان (١/٣٩٣) .
وأخرجه عنه الطحاوي في كتابه "شرح معاني الآثار"، في كتاب الصلاة، باب الأذان كيف هو؟ (١/١٣٠) .

الصفحة 1052