كتاب العدة في أصول الفقه (اسم الجزء: 4)

واختلف أصحاب أبي حنيفة، فذهب البَرْدَعى (١) والرازي (٢) والجرجاني: إلى أنه حجة، يترك له القياس.
وحكى الرازي (٣) عن الكرخى أنه قال: "أما أنا فلا يعجبني هذا المذهب"، وكان لا يرى قول الصحابي فيما يسوغ فيه الاجتهاد حجة.
واختلف أصحاب (٤) الشافعي، فقال في القديم: هو حجة.
وقال في الجديد: ليس بحجة (٥) .
وبه قال عامة المتكلمين من المعتزلة والأشعرية (٦) .
فالدلالة على أنه حجة، يُترك له القياس:
قوله عليه السلام: (أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم) ، فأخبر أن
---------------
(١) هو: أحمد بن الحسين، أبو سعيد، البردعي، نسبة إلى بردعة وهى بلدة من أقصى بلاد أذربيجان، الحنفي. أخذ العلم عن أبي علي الدقَّاق وموسى بن نصر، أخذ عنه أبو الحسن الكرخي وأبو طاهر الدباس وغيرهما، درَّس ببغداد مدة طويلة. خرج إلى الحج فقتل في موقعه القرامطة مع الحجاج سنة (٣١٧هـ) .
له ترجمة في: تاريخ بغداد (٤/٩٩) والجواهر المضيَّة (١/٦٦) ، والفوائد البهية ص (١٩) والطبقات السنية (١/٣٩٤) واللباب (١/١٣٥) والنجوم الزاهرة (٣/٢٢٦) .
وما ذكره المؤلف هنا عن البَرْدَعي نسبه إليه الرازي في كتابه الفصول في أصول الفقه الورقة (٢٣٦/أ) .
(٢) ما نقله المؤلف عنه هنا هو ما صرح به الرازي في كتابه الفصول في أصول الفقه الورقة (٢٣٦أ) .
(٣) في كتابه في أصول الفقه الورقة (٢٣٥/ب-٢٣٦/أ) .
(٤) كلمة (أصحاب) هنا لا معنى لها؛ لأن الآتي بعد ذلك هو قول الشافعي، لا أصحاب الشافعي، فلو عبر بقوله: (واختلف قول الشافعي) لكان أولى.
(٥) حكى القولين الشيرازي في كتابه التبصرة ص (٣٩٥) .
(٦) حكى ذلك أيضاً الآمدي في كتابه الإحكام (٤/١٣٠) .

الصفحة 1185