كتاب العدة في أصول الفقه (اسم الجزء: 3)

لا أقول في القرآن شيئاً (١) .
قال أبو بكر في تفسيره: منه (٢) ما لا يعلم تأويله إلا الله الواحد القهار، وذلك مثل (٣) الخبر عن آجال حادثة وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة والنفخ في الصور ونزول عيسى بن مريم، وما أشبه ذلك. قال الله تعالى: (يسْألُونَك عَنِ الساعة أيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إنمَا عِلْمها عِنْدَ رَبَي لاَ يُجَليهَا لِوَقْتهَا إَلا هُوَ ثَقلتْ في السمَوَات وَالأرْض لاَ تأتِيكُمْ إلا بَغْتَة) (٤) .
ومنه ما يعلم تأويله كل ذي علم باللسان الذي نزل به القرآن، وذلك [مثل] إقامة إعرابه ومعرفة المسميات بأسمائها اللازمة غير المشترك فيها والموصوفات بصفاتها الخاصة دون ما سواها، فإن ذلك لا يجهله أحد منهم، وذلك كسامع منهم لو سمع تالياً يتلو: (وَإذا قيل لَهُم لاَ تُفْسِدُوا في الأرْض قَالُوا إنما نحْنَ مصْلِحُونَ أَلاَ إنهمْ
---------------
= عن أبي هريرة رضي الله عنه وقد تزوج ابنته. ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر.
ومات سنة (٩٤ هـ) .
له ترجمة في: "تذكرة الحفاظ" (١/٥٨) ، و"تهذيب التهذيب" (٥/١٨٣) ، و"شذرات الذهب" (١/١٠٢) ، و"طبقات الحفاظ" ص (١٩) ، و"غاية النهاية في طبقات القراء" (١/٤١٣) .
(١) هذا الأثر عن ابن المسيب، أخرجه الطبري في "مقدمة تفسيره"، باب ذكر بعض الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن: (١/٣٧) مطبعة الحلبي.
(٢) في الأصل: (فيه) ، والتصويب من "المسودة" ص (١٧٥) ، ومن الكلام الآتي بعد ذلك.
(٣) في الأصل: (من) ، والتصويب من المسودة ص (١٧٥) ، فقد نقل فيها كلام المصنف هنا.
(٤) (١٨٧) سورة الأعراف.

الصفحة 713