كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 17)

هذا العطاء، فما بالك بخالق الأرض كيف يكون عطاؤه؟
ثم يقول الحق سبحانه: {وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ}
كان سيدنا الشيخ موسى شريف رَحِمَهُ اللَّهُ ورَضِيَ اللَّهُ عَنْه يدرس لنا التفسير، فلما جاءت هذه الآية قال: اسمعوا، هذه برقية من الله تعالى: {وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ الله وَيَتَّقْهِ فأولئك هُمُ الفآئزون} [النور: 52] فلم تَدَع هذه الآية حُكْماً من أحكام الإسلام إلا جاءتْ به في هذه البرقية الموجزة التي جمعتْ المنهج كله.
ومعنى {يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ} [النور: 52] آمن بالله وأطاعه وصدَّق رسوله {وَيَخْشَ الله} [النور: 52] أي: يخافه لما سبق من الذنوب {وَيَتَّقْهِ} [النور: 52] في الباقي من عمره {فأولئك هُمُ الفآئزون} [النور: 52] وهكذا جمعتْ الآيةُ المعانيَ الكثيرة في اللفظ القليل الموجز.
ومعلوم أن التعبير الموجز أصعب من الإطناب والتطويل، وسبق أنْ ذكرنا قصة الخطيب الإنجليزي المشهور حين قالوا له: إذا طُلِب

الصفحة 10309