كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 17)

أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول} [النور: 54] وإنْ كنت غير مكلَّف بالتكرار، فما عليك إلا البلاغ مرة واحدة.
ومعنى: {فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ} [النور: 54] أي: من الله تعالى، فالرسول حُمِّل الدعوة والبلاغ، وأنتم حُمِّلْتم الطاعة والأداء، فعليكم أن تُؤدُّوا ما كلَّفكم الله به.
{وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ} [النور: 54] نلحظ أن المفعول في {وَإِن تُطِيعُوهُ} [النور: 54] مفرد، فلم يقل: تطيعوهما، لتناسب صدر الآية {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول} [النور: 54] ذلك لأن الطاعة هنا غير منقسمة، بل هي طاعة واحدة.
وقوله: {وَمَا عَلَى الرسول} [النور: 54] تكليفاً من الله {إِلاَّ البلاغ المبين} [النور: 54] المحيط بكل تفصيلات المنهج التشريعي لتنظيم حركة الحياة.
ثم يقول الحق سبحانه:

الصفحة 10315