كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 1)

واقرأ قول الله سبحانه وتعالى:
{مَّثَلُ الذين يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ والله يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ والله وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261]
واذا كانت الأرض وهي المخلوقة من الله تهبك أضعاف أضعاف ما أعطيتها. . فكيف بالخالق؟ . . وكم يضاعف لك من الثواب في الطاعة؟ . . هذا هو السبب في أن الحق تبارك وتعالى يقول: {وأولئك هُمُ المفلحون} . . حتى يلفتنا بمادة الفلاحة. . وهي شيء موجود نراه ونشهده كل يوم.
وكما أن التكليف يأخذ منك أشياء ليضاعفها لك. . كذلك الأرض أخذت منك حبة ولم تعطك مثل ما أخذت، بل أعطتك بالحبة سبعمائة حبة. . وهكذا نستطيع أن نصل بشيء مشهود يُفَصِّلُ لنا شيئا غيبيا.

الصفحة 136