كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 6)

هَدَيْنَا} أي أنهما كانا من أهل الهداية. {وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ} أي أن الهداية لا تبدأ بإسحاق ويعقوب، بل بنوح من قبل: {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وموسى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين} .
ويتابع الحق: {وَزَكَرِيَّا ويحيى وعيسى وَإِلْيَاسَ ... }
{وَزَكَرِيَّا ويحيى وعيسى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصالحين}
ولم يأت الحق بالثمانية عشر نبياً متتابعين بل قسمهم بحكمة، فيقول:
{وَإِسْمَاعِيلَ واليسع وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى العالمين}
ولا يقتصر الأمر على هؤلاء بل يقول سبحانه:
{وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ واجتبيناهم وَهَدَيْنَاهُمْ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
وأنت إن نظرت إلى هؤلاء الثمانية عشر نبياً المذكورين هنا، ستجد أنهم من الخمسة والعشرين رسولاً الذين أمرنا بالإيمان بهم تفصيلا. وقد جمعوا في قول الناظم:
في تلك حجتنا منهم ثمانية ... من بعد عشر ويبقى سبعة وهمو

الصفحة 3770