الشيطان هو الذي يوسوس لهم بالمخالفة لمنهج الله، وعداوة الشيطان ظاهرة. فإذا ماكنت العداوة سابقة، فقد أنزل آدم وحواء من رتبة الطاعة إلى رتبة المعصية وجرأهما على المخالفة فخرجا من الجنة، كان من الواجب أن نحتاطُ في قبول هذه الوسوسة.
ثم يفصل الحق لنا الأنعام التي نتخذها حمولة، أو نأخذ منها فرشاً فقال: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مَّنَ الضأن. .}
وكلمة {أَزْوَاجٍ} ، جمع زوج، و «الزوج» يطلق على الشيء معه ما يقارنه مثل «زوج النعل» ، ونحن في أعرافنا نأخذها على الاثنين، لكنها في الأصل تطلق على الواحد ومعه ما يقارنه، إلا أنه إذا لم يكن هناك فارق بين الاثنين بحيث لا يتم الانتفاع بأحدهما إلا مع الآخر ولكن لا تميز لأحدهما على الآخر كالجورب مثلا، ففي مثل هذا نستسمح اللغة في أن نسمي الاثنين زوجا، لكن إذا كان هناك خلاف بين الاثنين لا نقول على الاثنين: زوج.
والذكر والأنثى من البشر، صحيح أنهما يقترنان في أن كل واحد منهما إنسان، لكن للذكر مهمة وللأنثى مهمة مختلفة. أما الجوارب فكل «فردة» منها نضعها في أي قدم لأنه فارق بينهما، إذن كلمة «زوج» تطلق ويراد بها الشيء الواحد الذي معه ما يقارنه. والحق يقول: {اسكن أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنة ... } [البقرة: 35]