كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 7)

{ ... وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 177]
وحين تجد معمولاً تقدم على عامله - قاعدة نحوية - فعلم أن هناك ما يسمى بالقصر في علم البلاغة، وقد نقول: «يظلمون أنفسهم» ويصح أن تعطف قائلاً: ويظلمون الناس. ولكن حين نقول: أنفسهم يظلمون، فمعنى ذلك أنه لا يتعدى ظلمهم أنفسهم، ويكون الكلام فيه قصر وتخصيص، مثلما نقول: «لله الأمر من قبل ومن بعد» ، أي أن الأمر لا يتعدى إلى غيره أبداً.
ويقول المولى سبحانه وتعالى بعد ذلك: {مَن يَهْدِ الله فَهُوَ ... }
وهذه الآية هي الوحيدة التي جاء فيها سبحانه وتعالى: {المهتدي} - بالياء - بينما جاء المولى سبحانه وتعالى بكلمة «المهتد» - من غير ياء - في آيات متعددة عدا هذه الاية:
واقرأ قوله تعالى: {وَمَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد ... } [الإسراء: 97]
ويقول الحق: { ... فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 26]
وكذلك تأتي الكلمة بدون «ياء» في قوله سبحانه: { ... مَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً} [الكهف: 17]

الصفحة 4469