كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 8)

مع الكفار ضد المسلمين، فكما أن الباطل يجتمع مع بعضه البعض فاجمعوا أنتم أيها المؤمنون وأصحاب الحق قوتكم لتواجهوا باطل الكفر والشرك.
ويقول الإمام علي كرم الله وجهه: «أعجب كل العجب من تضافر الناس على باطلهم وفشلكم عن حقكم» ويتعجب الإمام علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه من أن أهل الحق يفرطون في حقهم رغم اجتماع أهل الباطل على باطلهم. ويعطينا القرآن صورة من تجمُّع أهل الباطل في قول اليهود لكفار مكة: {هؤلاء أهدى مِنَ الذين آمَنُواْ سَبِيلاً ... } [النساء: 51] .
أي أن اليهود قالوا: إن عبدة الأصنام أهدى من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وأتباعه، قالوا ذلك رغم أن كتبهم قد ذكرت لهم أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سيأتي بالدين الخاتم حتى إنهم كانوا يقولون لأهل المدينة من المشركين: لقد أطل زمان نبي سنتبعه ونقتلكم به قتل عاد وإرم. كذلك في كتب أهل الكتاب نبأ رسول الله وأوصافه وزمانه. وعندما تحقق ما في كتبهم كفروا به واجتمعوا مع أهل الباطل.
وهنا يوضح لنا الحق: ما دام الباطل قد اجتمع عليكم وأنتم على الحق فلا بد أن تجتمعوا على دحض الباطل وإزهاقه؛ ولذلك يقول سبحانه وتعالى:

الصفحة 5093