كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 10)

أن تشاهدي ذلك؛ لأنه منظر سيؤذيك، والأذن تحب أن تسمع كل قول، فيقول لها العقل: لا تسمعي إلى ذلك؛ حتى لا يضرك.
إذن: فالعقل هو الضابط على بقية الجوارح. وكذلك كلمة «الحِكْمة» ، مأخوذة من «الحَكَمة» هي في «اللِّجام» الذي يوضع في فم الفرس؛ حتى لا يجمح، وتظل حركته محسوبة؛ فلا يتحرك إلا إلى الاتجاه الذي تريده.
إذن: شاء الحق سبحانه أن يميّز الإنسان بالعقل والحكمة؛ ليقيم الموازين لملكات النفس؛ فخذوا المقدمات المُحَسَّة التي تؤمنون بها وتشهدونها وتسلمونها لرسول الله صلى الله عليه سلم لتستنبطوا أنه جاء بكلامه من عند الله تعالى.
ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى}
وهنا يوضح القرآن على لسان الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: أأكذب على الله؟ إذا كنت لم أكذب عليكم أنتم في أموري معكم وفي الأمور التي جرَّبتموها، أفأكذب على الله؟! إن الذي يكذب في أول حياته من المعقول أن يكذب

الصفحة 5810