كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 10)

أما حين تنسى الواهب فلن يحفظ تلك النعمة لك.
ونحن نلحظ أن الحق سبحانه وتعالى لم يمنع الفرح المنبعث عن انشراح الصدر والسرور بنعمة الله بل طلبه منا في قوله سبحانه:
{قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ} [يونس: 58] .
ولكن الحق سبحانه يطلب من المؤمن أن لا يكون الفرح المنبعث لأتفه الأسباب، والملازم له، وإلا كان من الفرحين الذين ذمهم الله تعالى.
يقول الحق سبحانه وتعالى بعد ذلك: {إِلاَّ الذين صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات}
وكلمة {صَبَرُواْ} هنا موافقة للأمرين الذين سبقا في الآيتين السابقتين، فهناك نزع الرحمة، وكذلك هناك «نعماء» من بعد «ضرَّاء» ، وكلا الموقفين يحتاج للصبر؛ لأن كلاّ منا مقدور للأحداث التي تمر به، وعليه أن يصبر لملحظية حكمة القادر سبحانه.
وبدأ الحق سبحانه وتعالى هذه الآية بالاستنثاء، فقال جل وعلا:
{إِلاَّ الذين صَبَرُواْ} [هود: 11] .

الصفحة 6355