كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 10)

وقول نوح عليه السلام: {إِنَّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [هود: 25] .
نعلم منه أن النذير كما قلنا من قبل هو من يخبر بشرٍّ لم يأت وقته بعد، حتى يستعد السامع لملاقاته، وما دام أن نبي الله نوحاً قد جاء نذيراً، فالسياق مستمر؛ لأن الحق سبحانه قال في الآية التي قبلها:
{مَثَلُ الفريقين} [هود: 24] .
أي: أن هناك فريقاً عاصياً وكافراً وله نذير، أما الفريق الآخر فله بشير، يخبر بخير قادم ليستعد السامع أيضاً لاستقباله بنفس مطمئنة.
والفريق الكافر الذي يستحق الإنذار، يأتي لهم الحق سبحانه بنص الإنذار في قوله تعالى: {أَن لاَّ تعبدوا إِلاَّ الله}
ونحن نعلم أن نوحاً عليه السلام محسوب على قومه، وهم محسوبون عليه؛ ولذلك نجده خائفاً عليهم؛ لأن الرباط الذي يربطه بهم رباط جامع قوي.
وكذلك نجد الحق سبحانه يُحنِّن قلوب الرسل إليهم لعلهم يحسنون استقبال الرسول.
ومثال ذلك: قول الحق سبحانه:
{وإلى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً} [الأعراف: 65] .
ولأن الرسول أخ لهم فلن يغشَّهم أو يخدعهم.

الصفحة 6426