كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 11)

ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله:
{بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} [هود: 27] .
والظن هو الراجح، والمرجوح هو الوهم؛ وهذا يثبت أن في الإنسان فطرة تستيقظ في النفس كومضات فالمتكبر يمضي في كبره إلى أن تأتي له ومضة من فطرته، فيعرف أن الحق حق، وأن الباطل باطل.
وحين جاءت هذه الومضة في نفوس هذا الملأ الكافر، قالوا:
{بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} [هود: 27] .
ولم يقولوا: «نعتقد أنكم كاذبون» .
ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: {قَالَ ياقوم أَرَأَيْتُمْ} .
وقول نوح عليه السلام: {أَرَأَيْتُمْ} أي: أخبروني إن كنت على بين موهوبة من الله تعالى ونور وبصيرة وفطرة بالهداية، وآتاني الحق سبحانه: {رَحْمَةً} أي: رسالة، بينما خفيت هذه المسألة عنكم، فهل أجبركم على

الصفحة 6436