كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 11)

إذن: فالدخول إلى الإيمان لا إكراه فيه، ولكن الخروج من الدين يقتضي إقامة الحد على المرتدِّ ومعاقبة العاصي على عصيانه.
وعندما يعلم الجميع هذا الأمر فهم يعلمون أن الحق سبحانه وتعالى قد جعل الصعوبة في الدخول إلى الدين عن طريق تصعيب آثار الخروج منه.
ويقول الحق سبحانه بعد ذلك على لسان نوح عليه السلام: {وياقوم لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً}
ومثل هذا القول بمعناه جاء مع كل رسول، ففي مواضع أخرى يقول الحق سبحانه:
{قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً} [الأنعام: 90] .
لأن العِوَض في التبادل قد لا يكون مالاً، بل قد يكون تمراً، أو شعيراً أو قطناً أو غير ذلك، والأجر كما نعلم هو أعم من أن يكون مالاً أو غير مال؛ لذلك يقول الحق سبحانه هنا:

الصفحة 6440