كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 11)

أما إذا دخلنا ووجدنا خمسة أقراص من الطعمية، فكان الواحد منا يأكل نصف قرص من الطعمية مع لقمة واحدة.
وهكذا يتحمل كل واحد على قَدْر حركته وقدرته.
والشاعر يقول:
والنفسُ راغبةٌ إذَا رغَّبتَها ... وإذَا تُرَدُّ إلى قَليلٍ تَقْنَعُ
ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: {وكذلك مَكَّنَّا ... } .
وهكذا كان تمكين الله ليوسف عليه السلام في الأرض، بحيث أدار شئون مصر بصورة حازمة؛ عادلة؛ فلما جاء الجدب؛ لم يَأتِهَا وحدها؛ بل عَمَّ البلاد التي حولها.
بدليل أن هناك أُنَاساً من بلاد أخرى لجئوا يطلبون رزقهم منها؛ والمثل: إخوة يوسف الذين جاءوا من الشام يطلبون طعاماً لهم ولمن ينتظرهم في بلادهم، فهذا دليل على أن رُقْعة الشدة كانت شاسعة.
وقول الحق سبحانه:
{وكذلك مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرض يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ} [يوسف: 56] .

الصفحة 7001