كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 11)

وقوله: {والله أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ} [يوسف: 77] .
أي: أنه سبحانه أعلم بما تنعتون، وتظهرون العلامات والسِّمات، وغلبت كلمة «تصفون» على الكلام.
ومثال هذا هو قول الحق سبحانه: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكذب هذا حَلاَلٌ وهذا حَرَامٌ} [النحل: 116] .
أي: أن ما تقولونه يُوحي من تلقاء نفسه أنه كَذِب، وهكذا نعرف أن كلمة «تَصِف» وكلمة «تصفون» غلب في استعمالهما للكلام الذي يحمل معه دليلَ كَذِبه.
ويأتي الحق سبحانه بما جاء على ألسنتهم بعد ذلك: {قَالُواْ ياأيها ... } .
وهكذا دخلوا مع يوسف في نقاش، وبدأوا في الاستعطاف؛ بقولهم:
{إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً ... } [يوسف: 78] .
ونلحظ أن كلمة «كبير» تُطلق إطلاقات متعددة، إنْ أردتَ الكِبَر في السنِّ تكون من «كَبرَ يَكْبَر» ، وإنْ أردتَ الكِبَرَ في المقام تقول: «كَبُرَ يَكبُر» .

الصفحة 7033