كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 11)

ويُذيِّل الحق سبحانه الآية الكريمة بقوله:
{إِنَّهُ هُوَ العليم الحكيم} [يوسف: 83] .
فالله سبحانه يعلم أين هم؛ لأنه العليم بكل شيء، وهو سبحانه حكيم فيما يُجريه علينا من تصرّفات.
ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: {وتولى عَنْهُمْ ... } .
وأعرض يعقوب عليه السلام عنهم؛ فما جاءوا به هو خبر أحزنه، وخَلاَ بنفسه؛ لأنه ببشريته تحسَّر على يوسف، فقد كانت قاعدة المصائب هي افتقاده يوسفَ.
وساعةَ تسمع نداءً لشيء محزن، مثل: «وا حُزْناه» أو «وا أسفاه» أو «وا مُصيبتاه» ؛ فهذا يعني أن النفس تضيق بالأحداث وتقول «يا همّ، هذا أوانك، فاحضر» . أو أنه قال:
{ياأسفى عَلَى يُوسُفَ ... } [يوسف: 84] .
لأن أخاه بنيامين كان أشبهَ الناس به؛ فكان حُزْنه على يوسف

الصفحة 7046