كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 11)

ولقائل أن يسأل: أليسوا أبناء نبوة، ولا تجوز عليهم الصدقة؟
نقول: إن عدم جواز الصدقة هو أمر اختصَّ به الحق سبحانه آل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وهو أمر خاص بأمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس» .
وانظر إلى ما فعلته الترقيقات التي قالوها؛ نظر إليهم يوسف عليه السلام وتبسم، ولما تبسَّم ظهرت ثناياه، وهي ثنايا مميزة عن ثنايا جميع مَنْ رأوه.
وجاء الحق سبحانه بما قاله: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ... } .
ومجيء هذا القول في صيغة السؤال؛ يدفعهم إلى التأمل والتدقيق؛ لمعرفة شخصية المُتحدِّث.
ثم يأتي التلطُّف الجميل منه حين يضيف:
{مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ} [يوسف: 89] .
وفي هذا القول ما يلتمس لهم به العُذْر بالجهل، ولم يتحدث

الصفحة 7060