كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 1)

قول الحق سبحانه وتعالى: {مالك يَوْمِ الدين} . . هي قضية ضخمة من قضايا العقائد. . لأنها تعطينا أن البداية من الله، والنهاية الي الله جل جلاله. . وبما أننا جميعا سنلقى الله، فلابد أن نعمل لهذا اليوم. . ولذلك فإن المؤمن لا يفعل شيئا في حياته إلا وفي باله الله. . وأنه سيحاسبه يوم القيامة. . ولكن غير المؤمن يفعل ما يفعل وليس في باله الله. . وعن هؤلاء يقول الحق سبحانه: {والذين كفروا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظمآن مَآءً حتى إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ الله عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ والله سَرِيعُ الحساب}
[النور: 39] وهكذا من يفعل شيئا وليس في باله الله. . فسيفاجأ يوم القيامة بأن الله تبارك وتعالى الذي لم يكن في باله موجود وانه جل جلاله هو الذي سيحاسبه.
وقوله تعالى: {مالك يَوْمِ الدين} هي أساس الدين. . لأن الذي لا يؤمن بالآخرة يفعل ما يشاء. . فمادام يعتقد انه ليس هناك آخره وليس هناك حساب. . فمم يخاف؟ . . ومن أجل مَنْ يقيد حركته في الحياة. .
ان الدين كله بكل طاعاته وكل منهجه قائم على أن هناك حسابا في الآخرة. . وأن هناك يوما نقف فيه جميعا أمام الله سبحانه وتعالى. . ليحاسب المخطئ ويثيب الطائع. . هذا هو الحكم في كل تصرفاتنا الايمانية. . فلو لم يكن هناك يوم نحاسب فيه. . فلماذا نصلي؟ . . ولماذا نصوم؟ . . ولماذا نتصدق؟ . .

الصفحة 73