كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 12)

فكلمة «من» تُوضِّح أن مَنْ تهوي قلوبهم إلى المكان هم قطعةٌ من أفئدة الناس، وقال بعَضٌ من العارفين بالله: لو أن النصَّ قد جاء «فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم» لوجدنا أبناء الديانات الأخرى قد دخلت أيضاً في الحجيج، ومن رحمة الله سبحانه أن جاء النص:
{فاجعل أَفْئِدَةً مِّنَ الناس تهوي إِلَيْهِمْ ... } [إبراهيم: 37] .
فاقتصر الحجيج على المسلمين.
ويقول سبحانه من بعد ذلك مُستْكمِلاً ما جاء على لسان إبراهيم عليه السلام: {رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي ... } .
وبعد أن اطمأن إبراهيم - عليه السلام - أن لهذا البلد أمناً عاماً وأمناً خاصاً، واطمأن على مُقوِّمات الحياة؛ وأن كل شيء من عند الله، بعد كل ذلك عاودته المسألة التي كانت تشغله، وهي مسألة تَرْكه لهاجر وإسماعيل في هذا المكان.
وبعض المُفسِّرين قالوا: إن الضمير بالجمع في قوله تعالى:
{تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ ... } [إبراهيم: 38] .

الصفحة 7579