كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 13)

{بَشَّرْنَاكَ بالحق} [الحجر: 55] أي: أنهم ليسوا المسئولين عن البشارة، بل عن صدق البشارة؛ ولذلك قالوا له من بعد ذلك:
{فَلاَ تَكُن مِّنَ القانطين} [الحجر: 55] .
ويأتي الحق سبحانه بما رَدَّ به إبراهيم عليه السلام: {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ. .} .
وهنا يعلن إبراهيم - عليه السلام - أنه لم يقنط من رحمة ربه؛ ولكنه التعجب من طلاقة التعجب من طلاقة القدرة التي توحي بالوحدانية القادرة، لا لذات وقوع الحَدث؛ ولكن لكيفية الوقوع، ففي كيفية الوقوع إعجاب فيه تأمل، ذلك أن إبراهيم - عليه السلام - يعلم عِلْم اليقين طلاقة قدرة الله؛ فقد سبق أن قال له: {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الموتى. .} [البقرة: 260] .
ولنلحظ أنه لم يسأله «أتحيي الموتى» ، بل كان سؤاله عن الكيفية التي يُحْيى بها الله المَوْتى؛ ولذلك لسأله الحق سبحانه: {أَوَلَمْ تُؤْمِن ... } [البقرة: 260] .
وكان رَدّ إبراهيم - عليه السلام -: {بلى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] .

الصفحة 7726