كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 13)

قبل للنجاة، وهم آل لوط، والملائكة التي تقوم ذلك لم تُقدِّر الأمر بإهلاك امرأة لوط؛ بل هي تُنفِّذ التقدير الأعلى؛ فسبحانه هو مَنْ قدَّر وأمر:
{إِنَّهَا لَمِنَ الغابرين} [الحجر: 60] .
والغابر هنا بمعنى داخل؛ أو هو من أسماء الأضداد؛ وهي لن تنجو؛ لأن مَنْ تقررتْ نجاتهم سيتركون القرية؛ وسيهلك مَنْ يبقى فيها، وامرأة لُوط من الباقين في العذاب والاستثناء من النفي إثبات؛ ومن الإثبات نفي، فاستثناء امرأة لوط من الناجين يلحقها بالهالكين.
وتنتقل السورة من إبراهيم إلى لوط - عليه السلام - فيقول الحق سبحانه: {فَلَمَّا جَآءَ آلَ لُوطٍ. .} .
وهكذا قال لوط عليه السلام للملائكة عندما وصلوا إليه، فقد كان مشهدهم غايةً في الجمال؛ ويعلم أن قومه يُعَانُون من الغلمانية، ويحترفون الفاحشة الشاذة؛ لذلك نجد الحق سبحانه يقول عن معاملته للملائكة في موقع آخر من القرآن: {سياء بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً} [هود: 77] .

الصفحة 7731