كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 13)

كما أن ما يحويه القرآن من آيات وأحكام ومعجزات ومعلومات يحتاج في تعلُّمه إلى وقت طويل يتتلمذ فيه محمد على يد هؤلاء، وما جرّبْتم على محمد شيئاً من هذا كله.
وهل يُعقل أن ما في القرآن يمكن أن يطويه صَدْرُ واحدٍ من هؤلاء؟! لو حدث لكان له من المكانة والمنزلة بين قومه ما كان للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من منزلة، ولأشاروا إليه بالبنان ولذَاع صِيتُه، واشتُهر أمره، وشيء من ذلك لم يحدث.
وقوله تعالى:
{وهذا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} [النحل: 103] .
أي: لغته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، ولغة القرآن الكريم عربية واضحة مُبِينة، لا لَبْسَ فيها ولا غموض.
ثم يقول الحق سبحانه: {إِنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ. .} .
الحق تبارك وتعالى في قوله:
{إِنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ الله. .} [النحل: 104] .
ينفي عن هؤلاء صفة الإيمان، فكيف يقول بعدها:
{لاَ يَهْدِيهِمُ الله ... } [النحل: 104] .

الصفحة 8227