كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 13)

{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل: 104] .
ولأنه سبحانه في المقابل عندما تحدِّث عن المؤمنين قال: {وَيُدْخِلُهُمُ الجنة عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] .
أي: هداهم لها وعرَّفهم طريقها.
ثم يقول الحق تبارك وتعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي. .} .
كأن الحق سبحانه وتعالى يقول: وإن افتريتم على رسول الله واتهمتموه بالكذب الحقيقي أنْ تُكذِّبوا بآيات الله، ولا تؤمنوا بها.
ونلاحظ في تذييل هذه الآية أن الحق سبحانه لم يَقُلْ: وأولئك هم الكافرون. بل قال: الكاذبون. ليدل على شناعة الكذب، وأنه صفة لا تليق بمؤمن.
ولذلك حينما «سُئِل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: أيسرق المؤمن؟ قال:» نعم «لأن الله قال: {والسارق والسارقة} [المائدة: 38] .
فما دام قد شرَّع حُكْماً، وجعل عليه عقوبة فقد أصبح الأمر وارداً ومحتمل الحدوث.»

الصفحة 8229