كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 14)

السَّمُر، والآن يصنعونه من خيوط البلاستيك، وسُمِّي حصيراً، لأن كلمة حصير مأخوذة من الحَصْر، وهو التضييق في المكان للمكين، وفي صناعة الحصير يضمُّون الأعواد بعضها إلى بعض إلى أنْ تتماسكَ، ولا توجد مسافة بين العود والآخر.
لكن لماذا نفرش الحصير؟ نفرش الحصير؛ لأنه يحبس عَنّا القذَر والأوساخ، فلا تصيب ثيابنا. إذن: الحصر معناه المنع والحبس والتضييق.
والمتتبع لمادة (حصر) في القرآن الكريم يجدها بهذه المعاني، يقول تعالى: {فَإِذَا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ واحصروهم. .} [التوبة: 5]
أي: ضَيِّقوا عليهم.
وقال تعالى في فريضة الحج: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا استيسر مِنَ الهدي. .} [البقرة: 196] أي: حُبِسْتم ومَنعْتم من أداء الفريضة.
إذن: فقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً} [الإسراء: 8]
أي: تحبسهم فيها وتحصرهم، وتمنعهم الخروج منها، فهي لهم سجن لا يستطيعون الفرار منه؛ لأنها تحيط بهم من كل ناحية، كما قال تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا. .} [الكهف: 29]

الصفحة 8373