كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 1)

وقول الله تعالى: «ولا الضالين» هناك الضال والْمُضِل. . الضال هو الذي ضل الطريق فاتخذ منهجا غير منهج الله. . ومشى في الضلالة بعيدا عن الهدى وعن دين الله. . ويقال ضل الطريق أي مشي فيه وهو لا يعرف السبيل الى ما يريد أن يصل إليه. . أي أنه تاه في الدنيا فأصبح وليا للشيطان وابتعد عن طريق الله المستقيم. . هذا هو الضال. . ولكن المضل هو من لم يكتف بأنه ابتعد عن منهج الله وسار في الحياة على غير هدى. . بل يحاول أن يأخذ غيره الى الضلالة. . يغري الناس بالكفر وعدم اتباع المنهج والبعد عن طريق الله. . وكل واحد من العاصين يأتي يوم القيامة يحمل ذنوبه. . الا المضل فانه يحمل ذنوبه وذنوب من اضلهم. مصداقا لقوله سبحانه: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ القيامة وَمِنْ أَوْزَارِ الذين يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25] أي أنك وأنت تقرأ الفاتحة. . فأنك تستعيذ بالله أن تكون من الذين ضلوا. . ولكن الحق سبحانه وتعالى لم يأتِ هنا بالمضلين. نقول انك لكي تكون مضلا لابد أن تكون ضالا أولا. . فالاستعاذة من الضلال هنا تشمل الاثنين. لأنك مادمت قد استعذت من أن تكون ضالا فلن تكون مضلا أبدا.
بقى أن نتكلم عن ختم فاتحة الكتاب. بقولنا آمين أسوة برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الذي علمه جبريل عليه السلام أن يقول بعد قراءة الفاتحة آمين، فهي من كلام جبريل لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وليست كلمة من القرآن.
وكلمة آمين معناها استجب يا رب فيما دعوناك به من قولنا: {اهدنا الصراط المستقيم صِرَاطَ الذين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} أي أن الدعاء هنا له شيء مطلوب تحقيقه. وآمين دعاء لتحقيق المطلوب. . وكلمة آمين اختلف العلماء فيها. . أهي عربية أم غير عربية.
وهنا يثور سؤال. . كيف تدخل كلمة غير عربية في قرآن حكم الله بأنه عربي. .؟ نقول أن ورود كلمة ليست من أصل عربي في القرآن الكريم. لا ينفي

الصفحة 90