كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 1)

أن القرآن كله عربي. بمعنى أنه اذا خوطب به العرب فهموه. . وهناك الفاظ دخلت في لغة العرب قبل أن ينزل القرآن. . ولكنها دارت على الألسن بحيث أصبحت عربية وألفتها الاذان العربية. .
فليس المراد بالعربي هو أصل اللغة العربية وحدها. . وانما المراد أن القرآن نزل باللغة التي لها شيوع على ألسنة العرب. وما دام اللفظ قد شاع على اللسان قولا وفي الآذان سمعا. فإن الأجيال التي تستقبله لا تفرق بينه وبين غيره من الكلمات التي هي من أصل عربي. . فاللفظ الجديد أصبح عربيا بالاستعمال وعند نزول القرآن كانت الكلمة شائعة شيوع الكلمة العربية.
واللغة ألفاظ يصطلح على معانيها. بحيث إذا أطلق اللفظ فهم المعنى. واللغة التي نتكلمها لا تخرج عن اسم وفعل وحرف. . الاسم كلمة والفعل كلمة والحرف كلمة. . والكلمة لها معنى في ذاتها ولكن هل هذا المعنى مستقل في الفهم أو غير مستقل. . اذا قلت محمد مثلا فهمت الشخص الذي سمى بهذا الاسم فصار له معنى مستقل. . واذا قلت كتب فهمت أنه قد جمع الحروف لتقرأ على هيئة كتابة. . ولكن اذا قلت ماذا وهي حرف فليس هناك معنى مستقل. . واذا قلت «في» دَلَّتْ على الظرفية ولكنها لم تدلنا على معنى مستقل. بل لابد ان تقول الماء في الكوب. . أو فلان على الفرس. . غير المستقل في الفهم نسميه حرفا لا يظهر معناه إلا بضم شيء له. . والفعل يحتاج الي زمن، ولكن الاسم لا يحتاج الي زمن. .
اذن الاسم هو ما دل على معنى مستقل بالفهم وليس الزمن جزءا منه. . والفعل ما دل على فعل مستقل بالفهم والزمن جزء منه. . والحرف دل على معنى غير مستقل. . ما هي علامة الفعل هي أنك تستطيع أن تسند اليه تاء الفاعل. . أي تقول كتبت والفاعل هو المتكلم. . ولكن الاسم لا يضاف اليه تاء الفاعل فلا تقول محمدت.
. اذا رأيت شيئا يدل على الفعل أي يحتاج الى زمن. . ولكنه لا يقبل تاء الفاعل فانه يكون اسم على فعل.
آمين من هذا النوع ليست فعلا فهي اسم مدلولة مدلول الفعل. . معناه استجب. . فأنت حين تسمع كلمة «آه» انها اسم لفعل بمعنى أتوجع. . وساعة

الصفحة 91