كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 1)

تقول «أف» اسم فعل بمعنى اتضجر. . وآمين اسم فعل بمعنى استجب. . ولكنك تقولها مرة وأنت القارئ، وتقولها مرة وأنت السامع. فساعة تقرأ الفاتحة تقول آمين. . أي أنا دعوت يا رب فاستجب دعائي. . لأنك لشدة تعلقك بما دعوت من الهداية فانك لا تكتفي بقول اهدنا ولكن تطلب من الله الاستجابة. واذا كنت تصلي في جماعة فأنت تسمع الامام وهو يقرأ الفاتحة. . ثم تقول آمين. لأن المأموم أحد الداعين. . الذي دعا هو الامام، وعندما قلت آمين فأنت شريك في الدعاء. . ولذلك فعندما دعا موسى عليه السلام أن يطمس الله على اموال قوم فرعون ويهلكهم قال الله لموسى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فاستقيما وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ} [يونس: 89] أي أن الخطاب من الله سبحانه وتعالى موجهٌ الى موسى وهارون. ولكن موسى عليه السلام هو الذي دعا. . وهارون أمن على دعوة موسى فأصبح مشاركا في الدعاء.

الصفحة 92