كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 16)
فيهم، راضين بالعُقْم على أنه ابتلاء وقضاء، ولا يُرفع القضاء عن العبد حتى يرضى به، فلا ينبغي للمؤمن أنْ يتمرَّد على قدر الله، ومن الخشوع التطامن لمقادير الخَلْق في الناس.
ولك أن تسأل: لماذا يأتي ذِكْر السيدة مريم ضمن مواكب النبوة؟ نقول: لأن النبوة اصطفاء الله لنبي من دون خَلْق الله، وكوْنه يصطفي مريم من دون نساء العالمين لتلد بدون ذكورة، فهذا نوع من الاصطفاء، وهو اصطفاء خاص بمريم وحدها من بين نساء العالمين؛ لأن اصطفاء الأنبياء تكرَّر، أمّا اصطفاء مريم لهذه المسألة فلم يتكرر في غيرها أبداً.
وقوله تعالى: {والتي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا. .} [الأنبياء: 91] يعني: عَفَّتْ وحفظتْ فَرْجها، فلم تمكِّن منها أحداً.
ومعنى: {فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا. .} [الأنبياء: 91] يعني:
الصفحة 9634
15449