كتاب تفسير الشعراوي (اسم الجزء: 16)

ولُحمة، يعني خيوط طولية وخيوط عرضية، تتداخل فتكوِّن القماش، فنسل القماش أن تنزع خيوط العرض وتفكّ تداخلها مع خيوط الطول، ولا تُنزع خيوط الطول لأنها دائماً مُحكَمة بثَنْى السُّدَى على اللحمة.
ثم يقول الحق سبحانه: {واقترب الوعد الحق فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الذين كَفَرُواْ. .} .
فكوْنُ أهل الفساد يأتون مُسْرِعين من كل حَدب وصَوْب إلا أن فسادهم لن يطول، فقد اقتربت القيامة، قال تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} [القمر: 1] .
وقال: {أتى أَمْرُ الله فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ. .} [النحل: 1] .
وهذا تنبيه للغافل، وتحذير للباغي من أهل الفساد، وتطمين ورجاء للمظلومين المستضعفين المعتدَى عليهم: اطمئنوا فقد قرب وقت الجزاء.
{واقترب الوعد الحق. .} [الأنبياء: 97] والوعد الحق أي: الصادق الذي يملك صاحبه أن يُنفّذه، فقد تَعِد وعداً ولا تملك تنفيذه فهو وَعْد، لكنه وَعْد باطل، فالوعد يختلف حَسْب مروءة الواعد وإمكانياته وقدرته على إنفاذ ما وعد به.

الصفحة 9652