كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 2)
1671 - * روى أحمد عن عبد الله بن مسعود قال لقد رأيتنا وما تقام الصلاة حتى تكامل بنا الصفوف.
1672 - * روى أبو داود عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصفوف من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، قال: وكان يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول"، وعند (3) النسائي "الصفوف المقدمة" وفي أخرى (4) لأبي داود قال كهمس [بن الحسن]: "قمنا بمنى إلى الصلاة والإمام لم يخرج، فقعد بعضنا، فقال لي شيخ من أهل الكوفة: ما يقعدك؟ قلت: ابن بريدة، قال: هذا السمود، فقال لي الشيخ: حدثني عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال: كنا نقوم في الصفوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلاً قبل أن يكبر، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الذين يلون: الصفوف الأول، وما من خطوة أحب إلى الله من خطوة يمشيها العبد، يصل بها صفاً".
أقول: (قلت: ابن بريدة): أي إن ابن بريدة هو الذي أقعده بوصفه القيام قبل خروج الإمام بأنه السمود، وقوله: إن الله وملائكته يصلون على الذين يلون الصفوف الأول: الصفوف الأول ههنا: بدل عن الذين يلون، لأن الصفوف الأول مختصة بنوع من الرحمة أكثر من غيرها.
ورواية البراء لا تتعارض مع الإنكار على السمود، لأن رواية البراء تفيد أن الإمام
__________
1671 - أحمد (1/ 419).
مجمع الزوائد (2/ 90) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(تكامل): أي تتكامل.
1672 - أبو داود (1/ 178) كتاب الصلاة، 94 - باب تسوية الصفوف.
(3) النسائي (2/ 90) 10 - كتاب الإمامة، 25 - كيف يقوم الإمام الصفوف.
(4) أبو داود (1/ 149) كتاب الصلاة، 45 - باب في الصلاة تقام ولم يأت الإمام.
(السمود): الغفلة والذهاب عن الشيء. وقيل السامد: الرافع رأسه، وقد روي عن علي رضي الله عنه: "أنه خرج والناس ينتظرونه قياماً للصلاة فقال: مالي أراكم سامدين؟ ". وقال النخعي: إنهم كانوا يكرهون أن ينتظروا الإمام قياماً، ويقولون: ذلك السمود.