كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 1)
16 - من آداب طالب العلم إتقان علوم اللسان:
161 - * روى مسلم عن ابن أبي عتيق قال: تحدثتُ أنا والقاسم عند عائشة حديثاً - وكان القاسم رجلاً لحاناً - وكان لأم ولدٍ، فقالت عائشة: مالك لا تحدث كما يتحدث ابن أخي هذا؟ أما إني [قد] علمتُ من أين أُتيت؟ هذا أدبتْهُ أمه، وأنت أدبتْكَ أمُّكَ، قال: فغضب القاسم وأضبَّ عليها، فلما رأى مائدة عائشة قد أُتي بها قام، قالت: أين؟ قال: أصلي، قالت: اجلس، قال: غني أصلي، قالت: اجلس غُدَرُ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يُدافعه الأخبثان".
أقول: كلام عائشة رضي الله عنها يدل على أن من آداب طالب العلم أن يتقن علوم اللسان، وألا يلحن في كلامه (1).
* * *
__________
161 - مسلم (1/ 393) 5 - كتاب المساجد ومواضع الصلاة، 16 - باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله في الحال وكراهة الصلاة مع مدافعة الأخبثين.
(لحاناً): كثير اللحن والخطأ في كلامه.
(أضبَّ): الضبُّ: الحقد، يقال: أضبَّ فلان على غل في صدره: أضمره.
(غُدَرُ): أكثر ما يستعمل هذا في النداء بالشتم، يقولون: يا غُدَر، وهو من الغدرْ: ترك الوفاء. وإنما قالت له ذلك لأنه مأمور باحترامها لأنها أم المؤمنين وعمته وأكبر منه وناصحة له ومؤدبة، فكان حقها أن يحتملها ولا يغضب عليها.