كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام (اسم الجزء: 4)

(انظر النبأ العظيم ص: 101 فما بعدها).
ولقد تكلم المتكلمون عن أسلوب القرآن ولا زالوا يتكلمون ولا زال بينهم وبين التعبير الشامل عن خصائص أسلوب القرآن بون شاسع.
ثانياً: إعجاز القرآن
المراد بإعجاز القرآن أن الخلق عاجزون عن الإتيان بما تحداهم به لإظهار أن هذا الكتاب حق، وأن الرسول الذي أنزل عليه رسول صدق وكذلك الشأن في كل معجزات الأنبياء ويخلط بعض الكاتبين بين إعجاز القرآن ومعجزاته، فالقرآن كله معجز، وقد تحدى الله الناس أن يأتوا بمثل أقصر سورة من سوره، فوقف الناس عاجزين، وهذا وحده دليل كافٍ أنك تجد البشر جميعاً لم يستطيعوا أن يخرقوا هذا التحدي، ومن حاول منهم أتى بالمضحكات ومع هذا الإعجاز في القرآن فإن في القرآن مالا يُحصى من المعجزات، وقد اختلط الأمر على بعض الكاتبين فأطلقوا على أنواع المعجزات اسم الإعجاز، فقالوا الإعجاز العلمي والإعجاز التاريخي، والإعجاز الغيبي إلى غير ذلك. وهي في الحقيقة معجزات زائدة على الإعجاز فوصفها بالإعجاز نوع من التجوز في الكلام، والتحقيق أن فيه إعجازاً ومعجزات وكلامنا هاهنا في إعجازه، ولقد تحدى القرآن الخلق جميعاً أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله أو بسورة واحدة من سوره، فوقف الخلق عاجزين، وهذا وحده يكفي العاقل ليعرف أن هذا القرآن معجز فأي إنسان في العالم يجرؤ على أن يقول قولاً بمقدار سطر أو سطرين ثم يتحدى العالم أن يأتوا بمثله ثم يقف الناس عاجزين عن فعل ذلك.
ولقد كتب في إعجاز القرآن الكثير وألفت فيه الكتب المستقلة، ومن أعظم المؤلفين فيه في القديم: الخطابي والرماني والزملكاني والإمام الرازي وابن سراقة والقاضي أبو بكر الباقلاني، ومن المحدثين: مصطفى صادق الرافعي.
وقد حاول كل من كتب أن يضع يده على سر الإعجاز من حيث البيان والفصاحة والإيقاع واجتماع وتضافر الأرقى من كل شيء في المعنى واللغة. ومع ذلك فإن كل ما كتب في هذا

الصفحة 1573